كلمة "التقية" تأتى من "وقاية" فمبدأ التقية فى الإسلام هو أن يكذب المسلم بلسانه ليقى نفسه أو يقى المسلمين من الضرر. هذا المبدأ يعطى المسلم الحرية أن يكذب فى ظروف يظن فيها أن حياته مهددة. فيمكن للمسلم أن يكفر بالإيمان طالما يقول ذلك بلسانه ولا يعنيه فى قلبه. هذا المبدأ مبنى على ما ورد فى هذه الآية القرآنية:
"لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء (أصدقاء) من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله فى شئ إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير". سورة آل عمران 28:3.
بناء على هذه الآية يمكن للمسلم أن يتظاهر بمصادقة الكفار (وهذا ضد تعاليم الإسلام) ويتظاهر بمراعاة كفرهم حتى يتقى شرهم "إلى أن تتقوا منهم تقاة".
وبناء على هذا المبدأ فإن المسلم من حقه أن يقول أى شئ بل ويرتكب الكثير من المحرمات طالما أنه لا يقتل إنساناً آخراً. وهذه أمثلة لما يحل للمسلم تحت مبدأ "التقية". فيمكن للمسلم أن:
- يشرب الخمر، ويترك الصلاة، ويتوقف عن صوم رمضان.
- يعلن كفره بالله.
- يسجد لغير الله.
- يحلف اليمين كذباً.
عواقب تطبيق مبدأ "التقية"
من المؤسف أنه فى التعامل مع المسلمين يجب أن نضع فى الأذهان أن هناك من المسلمين من يمكن أن يقول شيئاً بلسانه بينما يعتقد فى قلبه شيئاً آخر. وبمعنى آخر أكثر صراحة أن الإسلام يبيح للمسلم أن يكذب فى أى وقت يعتقد أن حياته أو حياة المسلمين مهددة.
فى مجال السياسة الدولية يجئ السؤال: هل يمكن تصديق الدول الإسلامية فى أنها ستنفذ ما وعدت به عندما توقع الاتفاقيات مع الدول غير الإسلامية؟ هذا مع أنه من المعروف فى الإسلام أن المسلم عندما يكون ضعيفاً من حقه أن يوافق على أى شئ. ولكن بعد أن يقوى فله أن يتراجع عن ما تعهد به قبلاً.
هذا المبدأ الذى يجيز الكذب فى سبيل الإسلام له عواقبه الخطيرة فيما يتعلق بنشر الإسلام فى الغرب. فقد رأينا كيف أن دعاة الإسلام يقومون بخطط خادعة فى محاولتهم لصقل صورة الإسلام وجعله أكثر جاذبية. إنهم يحرصون على استبعاد كل التعاليم السلبية التى يمكن أن تنفر الإنسان الغربى من الإسلام.
وكمثال لمحاولات الخداع هو محاولة دعاة الإسلام أن يقتبسوا دائماً من القرآن المكى الآيات التى تدعو إلى السلام والتسامح مع من لا يؤمنون بالإسلام. هذا بينما هم يعلمون أن معظم هذه الآيات قد تم نسخها (استبدالها) بآيات أخرى نزلت فى المدينة وتدعو إلى القتل والعنف مع غير المسلمين.
وفى الختام إنه من المهم أن نفهم ان الإسلام يعطى المسلم هذا المخرج فى عقيدته ليعفى نفسه من المسئولية. من المهم أيضاً أن نفهم أن ما يقوله دعاة الإسلام لنشر دينهم ليس دائماً كل الحقيقة.
فى تعاملنا مع المسلمين يجب أن ندرك أن ما يقولونه ليس هو المهم. ولكن المهم هو ما يقصدونه فعلاً فى قلوبهم.