لرئة من أهم الأعضاء في جسم الإنسان.. وهي ليست كالأعضاء الأخرى لكونها معرضة على مدار الساعة لبيئة دائمة التغير وملوثة أحياناً وتحتوي على مهيجات وعوامل ممرضة ومؤرجات (مسببات الحساسية).
http://www.tbeebk.com/uploads/1266165490_lung.gif
توجد في الرئة مجموعة من آليات الدفاع المتعددة، وهناك عناصر ثلاثة للجهاز التنفسي أولها منعكس السعال الذي يعتمد على تماسك الصلة بين الطرق الهوائية وعلى العضلات التنفسية ومراكز التحكم الموجودة في الدماغ والجهاز المخاطي الهدبي والتماسك الوظيفي بينها وبين الظهارة التنفسية، أما آليات الدفاع الأخرى الميكانيكية للجهاز التنفسي والتي تتوخى حماية الرئة فتضم تصفية الجزيئات وتدفئة وترطيب الهواء خلال الشهيق وامتصاص الأبخرة والغازات الضارة من قبل الأوعية الموجودة في الطريق الهوائي العلوي.
يضم القسم العلوي من الطريق الهوائي: الأنف والجيوب الواقعة على جانبيه والبلعوم، أما القسم السفلي منه فيضم بقية الجهاز التنفسي من الحنجرة باتجاه المحيط.
فالانف يمتلك مساحة سطح كبيرة نسبياً تبطنه ظهارة بها أهداب غنية بالأوعية، وتكون نسبة التدفئة والترطيب التي بلغها عمود الهواء المأخوذ خلال الشهيق عند وصوله لنقطة تفرع الرغامي قد وصلت ال (75?) ويتم عند الزفير انتزاع الرطوبة وما حاز عليه التيار الهوائي من دفء تقوم الأشعار المجعدة الموجودة في (فتحتي) الأنف بتصفية الذريرات من التراب وغيره المستنشقة التي يزيد قطرها على 10-15 ملم، ويتم احتجاز معظم الذريرات تلك التي يزيد قطرها على 5 ملم على السطح الأنفي.
أما بالنسبة للحنجرة فهي ضيقة نسبياً وتتخذ شكل حلقة غضروفية، وتكون متأهبة نسبياً للانسداد عند الأطفال الصغار خلال الالتهابات خاصة، والتورم المرافق يضيق وبسرعة لمعة الطريق الهوائي محدثاً الصرير الشهيقي.
وفي حوالي 25? الأخيرة على صعيد الترطيب والتدفئة بتيار الهواء المأخوذ خلال الشهيق يكون في الرغامي والقصبات الكبرى (في المجاري النفسية السفلى، ويتيح الاخفاق في ترطيب الهواء، المجال لوصول هواء جاف لأماكن قاصية في الطرق الهوائية. وتترسب الذريرات ذات 1-5 ملم قطرا على البساط المخاطي الرغامي القصبي، وهكذا لا يصل إلى القصيبات التنفسية والفضائيات الهوائية إلا الذريرات ذات ال 1 ملم قطراً. ويطرح الباقي خارجاً خلال الزفير السبيل التنفسي مغطى بطبقة مخاطية. إذ تفرز سائلاً مخاطياً من الغدد تحت المخاطية والتي تفرغ مفرزاتها على السطح الظهاري وفي الخلايا الافرازية الخاصة في السطح الظهاري للقصبات والقصيبات.. ويشكل الماء ما نسبته 95? من المخاط.
التخلص من الذريرات (الغبارية وغيرها)
تتولى الآلية المخاطية الهدبية تصفية الذريرات التي ترسبت في الطرق الهوائية الناقلة في غضون ساعات.. بينما تحتاج تصفية الذريرات التي داخل الجدر المخاطية إلى عدة أيام وربما لأشهر. وتتولى البلاعم داخل الجدار التهام تلك الذريرات أو يتم حملها نحو الخلال الرئوي من قبل اللمفاويات إلى العقد الناحية أو إلى الدم، وبالنسبة للمخاط الفائض فيقوم السعال بدفعه نحو الأعلى وطرده بقوة ضغط قد تصل إلى 300 ملم زئبق، وجريانات تصل إلى 5-6 لترات في الثانية.. وللاسف يتم إعادة ابتلاع المخاط المدفوع إلى الأعلى عند الأطفال صغار السن وقد يتم تقشعه نحو الخارج.
الدفاع ضد العوامل الجرثومية الخطيرة وغيرها
هذه الخاصية من الوظائف المهمة للجهاز التنفسي، فقد لا يكون الدور الدفاعي للتصفية المخاطية الهدبية والبلعمة كافية للوقاية من العوامل الحية كالجراثيم والفيروسات هناك عوامل إضافية في هذا السياق القتل الخلوي لتلك العوامل الجرثومية، والاستجابات المناعية المساعدة لعملية القتل بابتلاع الجراثيم من قبل الخلايا.. تفرز المنطقة المخاطية من قبل الخلايا البلاسمية IgA الافرازي الضدى والذي له دور في معادلة الفيروسات وحل بعض الجراثيم.
كذلك تفرز الرئة بعض المواد مثل اللاكتوفيرين والانترفيرون والتي له دور دفاعي فعال في القضاء على بعض الميكروبات.
خلل آليات الدفاع
1- يمكن أن تضعف قدر البلعمة التي تملكها البلاعم السنخية داخل جدار الجهاز التنفسي، والآلة المخاطية الهدبية والتي تساعد كما ذكرنا في الحد من دخول الأجسام الصغيرة وطردها والتعامل معها ومن تلك العوامل التي تؤدي إلى ضعفها:
أ) استنشاق الايثانول.
ب) دخان السجائر.
ج) نقص الاكسجين لأي سبب.
د) التعرض للبرد.
ه) استخدام بعض الأدوية مثل الكورتيزونات بسبب أمراض بسيطة أو مزمنة.
و) التعرض لغاز ثاني أكسيد الكربون.
ز) زيادة تركيز الاكسجين.
ح) المخدرات.
ط) بعض غازات التخدير.
2- نقص التصفية المخاطية الهدبية ويحدث ذلك في:
أ) هبوط الحرارة أو ارتفاعها.
ب) استخدام أدوية المورفين والكودئين.
ج) قصور الغدة الدرقية.
د) التنفس من خلال الفم في حالة انسداد الأنف، حيث يستنشق غازاً جافاً يؤثر على الأغشية المخاطية.
ه) استعمال الأكسجين ناقص الترطيب والذي يؤثر على الأغشية المخاطية وابطاء الحركة الهدبية.
3- تكون الأذية التي تلحق بالظهرة التنفسية ويقصد بذلك تأثر الجدار المبطن للجهاز التنفسي والذي يؤدي إلى إعاقة في جهاز الدفاع وآليات التصفية الطبيعية مما يسهل تفاقم الأمراض الموجودة ويلحق أذى شديداً بالرئة.
ومن هذه العوامل:
أ) التهاب الأنف والتهاب الجيوب الأنفية.
ب) التهاب القصيبات الهوائية.
ج) التلوث الشديد للهواء.
د) الربو الشديد.
ه) التعرض للمهيجات.
الوظائف الاستقلابية للرئة
هذه الوظيفة مهمة ولكنها معقدة بعض الشيء وبها مصطلحات طبية كثيرة يصعب شرحها للقارئ بشكل مبسط ولكن سنركز على الخلايا الرئوية من النماط (2).
فتحتوي الرئة على أكثر من 40 نوعاً مختلفاً من الخلايا ومن بينها وأهمها الخلايا الرئوية من النمط 2 والبلاعم السنخية وخلايا Clara نوعية للرئة. كذلك يمكن للرئة أن تركب الدهنيات والبروتتينات بما فيها الدوتينات السكرية وإنتاج الاضداد الافرازية (التي تهاجم الجراثيم) والانترفيرون والانزيمات التي تحل البروتينات والليفيين والمفعلات والمغراء (الكولاجين) والمرتين (الايلاستين) والترومبوبلاستين ويوجد أيضاً بكثرة النواءات (الخلايا المهمة في قتل الجراثيم).
فبالنسبة للخلايا الرئوية من النوع «2» فهي تنتج العامل الرئوي الفعال بالسطح (يدعى السورفاكتانت) وتحرره منها وهذا المركب مهم جداً لعمل الحويصلات الهوائية. ونقص هذا المركب (العامل الرئوي الفعال) بالسطح نتيجة لعدم نمو هذه الخلية أو اذيتها، يؤدي إلى حدوث متلازمة الضائقة التنفسية عند الوليد. والحمد لله تمكن الطب هذه الأيام من صنعها واعطائها إلى الوليد مما ساعد ولو بشكل معقول في تخفيف آثار النقص.
كما تتحكم الرئة في كمية وتكوين بعض الهرمونات المهمة في الجسم والمتعلقة بارتفاع الضغط والتفاعلات التي تحدث نتيجة للحساسية.
هل لديك سؤال حول هذا الموضوع ؟
يمكنك التوجه الى المنتديات الأستشاريه وضع استفسارك